خطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdf

الهجرة وبناء الدولة ، خطبة الجمعة بتاريخ 6 سبتمبر ، للشيخ عبد الناصر بليح

خطبة بعنوان : الهجرة وبناء الدولة ، خطبة الجمعة بتاريخ 6 سبتمبر ، للشيخ عبد الناصر بليح ، بتاريخ: 7 محرم 1441هـ – 6 سبتمبر 2019م

 

 

لتحميل خطبة بعنوان : الهجرة وبناء الدولة ، للشيخ عبد الناصر بليح ، وعناصرها:

لتحميل خطبة بعنوان : الهجرة وبناء الدولة ، بصيغة word  أضغط هنا.

لتحميل خطبة بعنوان : الهجرة وبناء الدولة ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

ولقراءة خطبة بعنوان : الهجرة وبناء الدولة ، للشيخ عبد الناصر بليح : كما يلي:

عناصر خطبة بعنوان : الهجرة وبناء الدولة ، للشيخ عبد الناصر بليح:

 

الهجرة وبناء الدولة

الحمد لله رب العالمين ..يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله..القائل:” :”لمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده،والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه”(متفق عليه).اللهم صلاةوسلاماًعليك ياسيدي يارسول الله..

أما بعد فيا جماعة الإسلام..يقول الله تعالي: “وَاصْبِرْعلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً”(المزمل/10).

عباد الله :”هل كانت الهجرة خاصة بالنبي محمد صلي الله عليه وسلم ؟

وهل هجرةالأنبياءوالرسل من أجل بناء دولةكهجرةرسول الله صلي الله عليه وسلم؟

وهل هاجر أحد من مخلوقات الله الأخري كالطيورمثلاً؟

تلك الأسئلة سنحاول الإجابة عليها اليوم بتوفيق من الله وعونه..

باديء ذي بدء نقول: “لم تكن الهجرةخاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم، بل هاجر عدد من أنبياء الله تعالى كماسنري ،ولكن اختلفت هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم عن هجرة الأنبياء، فلم يكن الهدف منها فرارًا من العذاب ، ولكن كان الهدف منها التأكيد علي إقامة دولة الإسلام ، من خلال هذه الهجرة المباركة.فلك أن تقول:”لم تكن هجرته صلي الله عليه وسلم فراراًبل كانت انتصاراًوكانت تغييراً في الموقع فقط من مكةإلي المدينة ولكن الموقف ظل ثابتاًعلي”لاإله إلا الله”.

والهجرة أنواع:”

عباد الله: ” ولكن قبل أن نستعرض في إيجاز هجرةالأنبياء نعرف أولاً بعض أنواع الهجرة: فمن أنواع الهجرة هجر المعاصي من الكفر والشرك والنفاق وسائر الأعمال السيئةوالخصال الذميمةوالأخلاق الوخيمة،قال تعالى لنبيه:

“والرُّجْزَفَاهْجُرْ”(المدثر/5). الرجز: الأصنام. وهجرتها: تركها والبراءة منها ومن أهلها.وقال صلى الله عليه وسلم:”لمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده،والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه”(متفق عليه). أي ترك ما نهى الله عنه من الأعمال والأخلاق والأقوال والمآكل والمشارب المحرمة والنظر المحرم والسماع، كل هذه الأمور يجب هجرها والابتعاد عنها.

#ومن أنواع الهجرة هجر العصاة من الكفار والمشركين والمنافقين والفساق والمكذبين الضالين الفاسدين وذلك بالابتعاد عنهم، قال الله تعالى:

“وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ”أي: اصبر على ما يقوله من كَذَّبك من سفهاء قومك:”وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً”(المزمل/10). أي اتركهم تركاً لا عتاب معه.

ومن أعظم أنواع الهجرة هجرة القلوب إلى الله تعالى بإخلاص العبادة له في السر والعلانية، حتى لا يقصد المؤمن بقوله وعمله إلا وجه الله، ولا يحب إلا الله ومن يحبه الله، وكذلك الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإتباعه وتقديم طاعته والعمل بما جاء به. فأساس هذه الهجرة النية ..ولهذا يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم:”إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه”(متفق عليه ).

وبالجملة فهذه الهجرة هجرة إلى الكتاب والسنة من الشركيات والبدع والخرافات والمقالات والمذاهب المخالفة للكتاب والسنة.

#ومنها: هجر أمكنةالكفر…

وهجر الأشخاص الضالين المكذبين الفاسدين … وهجر الأعمال والأقوال الباطلة.. وهجر المذاهب والأقوال والآراء المخالفة للكتاب والسنة وصحيح الدين.وهجر العادات والتقاليد التي تخالف تعاليم الإسلام,وهجر الأنانية والغدر والفوضى السلوكيةوالإهمال.و اللامبالاة ,وهجر النزاع والشقاق والإشاعات والفساد بكافة أنواعه. يتحدثون عن الهجرة وهم لا يهجرون العصبية النتنة :”التعصب للمذهب والقبيلة والحزب والجماعة والفريق ..

#ومن أنواع الهجرةمن يهاجرلطلب الرزق، فالهجرة من مكان إلى مكان آخر من أجل الكسب الحلال لا مانع منها مُطلقًا وقد هاجر المسلمون من جزيرة العرب وغيرها لنشر الإسلام وابتغاء الرزق في مناطق عديدة من العالم، ولا يزال المسلمون يهاجرون من أوطانهم إلى أوطان أخرى من أجل ذلك قال تعالى:”وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِدْ فِي الأرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَة”( النساء/100).”فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ”(الملك/15).

والشرط في هذه الهجرة أن يأمن المهاجر على عقيدته وشرفه ويتمتع بحريته وكرامته في حدود الدِّين، أما إذا خاف أن يُفتن في دينه عقيدة وسلوكًا حُرِّم عليه أن يهاجر إلى هذا البلد أو يستقر فيه، وعليه أن يهاجر إلى بلد آخر يجد فيه الأمان، فإذا ضاقت به السُّبل عاد إلى وطنه قانعًا بالرزق القليل ليحافظ على دينه، ومن الممكن جدًا أن يخدم وطنه وأمته بوسائل كثيرة إذا فكَّر وقدَّر واكتشف، واستفاد من خيرات الأرض التي لا ينضب معينها أبدًا فهي نِعَم المورد لكل من أقبل عليها بالفكر والعمل.

ومن يهاجر لطلب العلم، ومن يهاجر لطلب الأمن، ومن يهاجر فرارًا بدينه، وأعظم الهجرة: هجرة الأنبياء والمرسلين ومن على دربهم من التابعين والمؤمنين، الذين يؤمنون بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولًا.

هجرة الأنبياء

إخوة الإيمان :”وإن من أعظم الهجرات وأعلاها مقامًا هجرة الأنبياء والدعاة، وممن هاجرمن الأنبياء نوح وإبراهيم ولوط وصالح وموسى ومحمد عليهم السلام.

لقد هاجر رسل الله عامة أو عدد كبير منهم ،ولكن لم تكن هجرتهم مثل هجرة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ..

فالهجرة فى تاريخ الأنبياء السابقين كان سببها التهديد بالطرد والنفي كأحد صنوف الإيذاء التى واجهها الأنبياء السابقون وأتباعهم، وما زال هو السبب الرئيس عند الطغاة لإيذاء الدعاة،وما زال العزل أو النفي هو طريقَ المفسدين لإبعاد المصلحين!

كان الرسل يعتصمون بالله، لا يتجهون إلا إليه، ولا يستعينون إلا به، ولا يتوكلون إلا عليه، صابرين على الكيد والمكر، متحملين الظلم والأذى:”وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا”(إبراهيم:/2). فقُوبلوا بالكفر أو الطرد:”وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا” (إبراهيم: 13).

#هذا شعيب عليه السلام هدَّدوه بالإخراج من قومه ووطنه، وإلا…”قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا”(الأعراف: 88).

وهذا إبراهيم عليه السلام هدده أبوه بالرجم أو بالطرد:

“قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا”(مريم: 46)، وأراد النمرود أن يحرقه في النار ونجاه الله عزوجل:”قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ”(الأنبياء/68-71) فهاجرإبراهيم،خوفاً من بطش هؤلاء:”فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌإِلَىٰ رَبِّي إِنَّهُ هُوَالْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”(العنكبوت/26)، وفي آية أخرى:”وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ “(الصافات/99) .فخرج من بلد إلى بلد إلى أن استقر به المقام في فلسطين، وفي المدينة التي دفن فيها وسميت باسمه -عليه الصلاة والسلام- مدينة الخليل إبراهيم .

#وهذا لوط – عليه السلام إما أن ينتهي عن دعوة الناس للحق أو يخرج:”قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ”(الشعراء: 167)، ولم ينتهِ لوط، بل أعلن:” قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ”(الشعراء: 168)؛ أي: المبغِضين، فما كان إلا الإخراج، بحجة أنهم أناس يتطهرون:”فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ”(النمل: 56).، وجاء الوحي للوط عليه السلام يأمره بالهجرة، وترك هذه القرية العاصية.

#وهاجر موسى عليه السلام ، ولكن كانت هجرته قبل البعثة حينما خرج من مصر بعد أن قتل ذلك القبطي خطأ واستغفر الله وقال له من قال:

“وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ”(القصص/20-21) ” وذهب إلى مدين وتزوج فيها وعاش فيها عشر سنوات مع ذلك الشيخ الكبير بعد أن تزوج ابنته، ولم يكن له في هذه المدة- السنوات العشر- عمل يذكر، كان شاباً صالحاً، وزوجاً طيباً، و صهراً كريماً، عاش مع هذا الرجل عشر سنوات ولكن لم يقم فيها بدور .

#هجرة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم لبناء دولة :”

لم تكن هجرته صلي الله عليه وسلم لمجرد الفرار من الفتنة أو الهرب من الإيذاء والتضييق ، لا ، لقد كانت الهجرة سعياً حثيثاً لإقامة مجتمع جديد ، مجتمع إسلامي بمعنى الكلمة ، كانت سعياً لإقامة مجتمع وبناء أمة، وإنشاء دولة جديدة تقوم على الربانية والإنسانية والأخلاقية والعالمية والعدل والمساواة ،كان هذا هو هدف الرسول صلي الله عليه وسلم من هذه الهجرة ، والدليل علي ذلك كما ذكرنا أن عددًا من أنبياء الله هاجروا، ولكن كان لهجرة النبي صلى الله عليه وسلم سمات خاصة، فلم يكن الهدف منها فرارًا من العذاب، ولكن كان الهدف منها إقامة دولة الإسلام ، من خلال هذه الهجرة المباركة .

 

فلم تكن هجرة كهجرة موسى حينما قال “فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ”(الشعراء/21). ولكنه هاجر من أجل بناء دولة وفعلاً استطاع أن يقيم هذه الدولة، وأن يؤسس هذا المجتمع، وينشئ هذه الأمة الجديدة خير أمة أخرجت للناس. فقام علي بناء المسجد والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار فقد بني الرسول الدولة الإسلامية علي الحب والإخاء والمساواة فأول بيان أعلنها لتأسيس الوطن وجهه للناس جميعاً وليس للمسلمين فقط :

” يا أيها الناس ! أفشوا السلام و أطعموا الطعام و صلوا الأرحام و صلوا بالليل و الناس نيام تدخلوا الجنة بسلام “(الترمذي وغيره).

فالإسلام سلام للبشرية :ـ

من منطلق مبدأ السلام الذي يحتوي على أمن الناس وسعادتهم،فإنه عمم أمره بين الإنسانية قاطبة لينشروه و الخطاب للناس كافة ، ثم فضَّلَ من سبق غيره في إقامة السلام ، وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:”إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ الَّذِي بَدَأَهُمْ بِالسَّلامِ”(أبو داود) . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ، يلتقيان : فيعرض هذا ويعرض هذا ، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام”(البخاري ).

الخطبة الثانية:”

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد فيا عباد الله

هل كانت الهجرة خاصة بالأنبياء فقط؟

كلا فالطيور تهاجر بحثاً عن الرزق هذه الطيور في الجو في السماء، ما يمسكهن إلا الرحمن، إنها تسبح بحمد الله،قال تعالى: “وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ”(النور/41).حتى أنها تتحرك وتهاجر من مكان إلى مكان، تنطلق ثلث انواع الطيور في العالم المهاجرة في رحلات مختلفة المسافات والإتجاهات.من الذي علمها أين تذهب وكيف ترجع؟ وكيف لا تضل الطريق؟

هجرات ذهاباً وإياباً سنوياً ألاف الأميال، ويعود الطائر لنفس التعشيش الدقيق دون ان يخطأ. وعندما نرى أسراب الطيور وهي تطير في نظامٍ بديعٍ محكم،صافاتٍ إجنحتها في السماء، ينساب التسبيح في قلوب الموحدين.

قال الله تعالى:”أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ”(النحل/79).

هذه الطيور ذات الهجرة الجماعية تتجرك معاً:

من الذي علمها كيف تذهبُ وإلى أين تذهبُ؟ وما هو الإتجاه؟هو:” الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى”(طه/50).

إن الطيورَ يُضربُ فيها المثل في التوكل على الله. فعن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: لو إنكم تتوكلون علي الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدوا خماصا وتروح بطانا”(أحمد الترمذي).تغدوا: يعني في الصباح خماصاً: يعني جياعاً بطونها فارغةوتروحُ: يعني تعود آخر النهاربطاناً: ملئة يعني ملئة ..
هدهد سليمان وهجرته وغيرته علي كلمة الوحدانية:”

عباد الله :”غالبا ما تهاجر الطيور بحثاً عن الرزق ولكن معنا نموذج أخر هاجر من اجل كلمة الوحدانية وغيرة علي العقيدة وهو الهدهد ..

وأيضاً غالباً ما يهاجر الهدهد في مجموعات صغيرة، ولا نراه منفرداًإلا إذا استقر في مكان مناسب، ولكن هُدهد سليمان أستاذ حاصل على الامتياز في مدرسة الحياة، ومن هجرته منفرداً نتعلم دروساً بالغةً في الأهمية..

#فمن هجرته يعلمنا التوحيد الخالص، فقد كان موحداُ لربه، يدل على هذا إنكاره على بلقيس عبادتها غير الله، وقوله:”اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ” فقد نطق بأعظم كلمة في الوجود وهي “الله” وبأعظم جملة وهي كلمة التوحيد المشتملة على ركني النفي والإثبات وهو بهذا يعلمنا أنواع التوحيد الثلاثة، الألوهية في “الله”، والربوبية في “رب”، والأسماء والصفات في ذكره صفتَي “القدرة والعلم..

# ومن هجرته تعلمنا الغيرة على دين الله، فقد غار على دين الله وهو ليس بمكلف عندما رأى قوماً خلقهم الله لعبادته يسجدون للشمس وذهب يخبر سليمان عليه السلام معترضاً عليهم مستغرباً من أمرهم.

#ومن هجرة الهدهد تعلمناسرعة البديهة فهو عندما رأى علامات الغضب بادية على وجه سليمان يريد البطش به قال له:

” اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ” يذكره بمن هوأعظم منه.
#ومن هجرة هدهد سليمان نتعلم كيفية عرضُ الخبر بطريقة ذكية مشوقة مؤكداً صحة ذلك النبأ: “أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ” والنبأ هو الخبر ذو الشأن العظيم وليس خبراً عادياً.

#ومنها نتعلم إنكار المنكر والاجتهاد في إزالته: فإن الهدهد سعى في إزالة منكر من أعظم المنكرات بل أعظم منكر عصي الله به فسعى حتى أزاله فلا تتوانى في إزالة المنكرات بقدر استطاعتك وبالطرق المشروعة مالم فالهدهد أحسن منك.

#ومن هجرة الهدهد تعلمنا التضحية من أجل الهدف، فقد قطع الهدهد مسافة اثني عشر ألف كيلو ذاهباً وآيباً بين أرض الشام وسبأ وقيل إن تلك المسافة كان يقطعها الهدهد في ثلاثة أيام ذاهباً ومثلها آيباً متحملاً قرص الشمس ومقاساة الأنواء متغلبا على الجوع والعطش فيا لله أي تضحية قام بها الهدهد لإنقاذ أمة بأكملها..؟

#ومن هجرة الهدهد نتعلم أن نتحدث بما نعرف، فالهدهد تحدث عن آية من آيات الله وهي إخراج الخبء، والخبء: المخبوء من الرزق، ولأن رزقه متوقف على المخبوء في الأرض من حشرات يتقوت عليها وحب فتحدث بالمشاهد في بيئته،”أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ”ولأن الهدهد كما قال ابن عباس كان يدل سليمان على مواقع القطر وقرب الماء وعنده حاسة إبصار قوية فيعرف ما في تخوم الأرض ولذلك تضرب به العرب في الإبصار فيقولون” أبصر من هدهد” فتحدث هنا عن آية يشاهدها في بيئته فاضرب أمثلة قريبة كالهدهد ولا تضرب أمثلة بعيدة وعندك ما يغنيك..

#ومن هجرة ذلك الطائر الجميل نتعلم الضبط والإحاطة الكاملة بالخبر:”أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ” والإحاطة هي العلم بالشيء من جميع جهاته. في بحثك أو دراستك أو تخصصك أو في مسألة رغبت في البحث عنها اسبر أغوارها وأحط بتفاصيلها، ما لم تفعل ذلك فلن تستفيد ولن تفيد، فالهدهد أحاط بتفاصيل الملكة ومملكتها وعملها وديانتها وديانة قومها وعرشها وأرضها.. إلخ..

إخوة الإيمان والإسلام :

” وبعد أيام قلائل ستهل علينا ذكري عاشوراء قال عنها رسول الله صلي الله عليه وسلم :”صيام يوم عاشوراء، أحتسب على اللَّه أن يكفر السّنة التي قبله”(مسلم، وأبو داود، والترمذي). وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:”قدم رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، نجّى الله فيه موسى وبني إسرائيل من عدوّهم، فصامه، فقال: أنا أحقّ بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه”( البخاري، ومسلم، وأبو داود).

اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والأخرة..

 

 

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »